حكيات » قصص أطفال » حكاية شجرة §¤~¤§¤~¤§بسم الله الرحمن الرحيم
عم محمود رجل طيب يحب الخير والجمال وكان له حديقة جميلة
تتفتح فيها الأزهار وتملأ الدنيا بهجة وسعادة فترى الأزهار قد زينها
الخالق بأبدع الألوان وترى من الزهور الياسمين والفل والبنفسج
وغيرها من الأنواع الجميلة التى تتميز برائحتها العطرة التى تسعدنا
وتسعد كل من يراها ويتمتع بعبيرها
كما أنك ترى الأشجار وقد ازدانت بالأزهار والثمار التى تجعل من
الحدائق التي تنمو فيها جنة خضراء يحبها الكبار والصغار ولذلك فالناس
فى بيوتهم يحبون زرع الأشجار والأزهار وذلك للإستفادة من شكلها
الجميل وثمارها
ولهذا زرع عم محمود أشجارا ً وأزهارا ً فى حديقة منزله
وتعهدها بالرعاية والإهتمام وعندما كبرت الأشجار وتفتحت الأزهار رأى
عم محمود حديقته جميلة ورائحتها بديعة فسعد بها عم محمود وعندما
رأى أولاده الحديقة هكذا كانت سعادتهم غامرة وكان عم محمود
كل يوم يروى زرعه لينمو ويكبر وفى إحدى الأيام خرج عم محمود
ليرى حديقته مثل كل يوم
وعندما وقعت عينى عم محمود على حديقته إبتسم وشكر الله عز وجل على
هذه الهبة الجميلة فقد رأى أشجار التفاح قد أثمرت ونضجت ثمارها وكان
شكلها جميل بين باقى الأشجار فسعد بذلك عم محمود سعادة ليس لها حدود
ومرت الأيام وعم محمود يتعهد حديقته بكل الرعاية والإهتمام وذات
مرة دخل عم محمود حديقته فرأى شيئا ً غريبا ً لفت إنتباهه فقد وجد
عم محمود جميع الأشجار قد أثمرت وتزينت بالأزهار ما عدا شجرة
واحدة فلم يظهر لها أزهار أو ثمار بل إنها تفقد أوراقها أيضا ًوهى
شجرة التفاح فتعجب عم محمود وأخذ يفكر فى السبب ترى ما الحقيقة
وراء هذه الشجرة ولماذا حدث لها ذلك وعاد عم محمود إلى منزله وهو
حزين لما حدث لشجرته التى كانت من قبل من أجمل الأشجار وأثمرها
وبعد تفكير لم يجد عم محمود سبب لما حدث وذهب عم محمود في اليوم
الثانى ليرى حديقته ووجد عم محمود الشجرة تزداد سوءا ً وقد جفت
أغصانها وأوراقها فحزن عم محمود عليها حزنا ً شديدا ً وخرج من
الحديقة وأراد أن يعود مرة أخرى إلى الحديقة وكانت دهشة عم محمود
كبيرة
فقد سمع عم محمود الشجرة وهى تتحدث مع زميلاتها وتقول لهن لا لن
أصنع أزهار أو ثمار مرة أخرى لا تحاولوا معى وما الفائدة أن أعمل ثم
يأتى عم محمود ويأخذ ثمارى فقالت بقية الأشجار لها إن الله تعالى خلقنا
كى نزهر ونثمر ويستفيد الناس من أزهارنا وثمارنا وليس لكى أن تقولى
لأحد لا تأخذ ثمارى فقالت الشجرة إن الثمار التى أصنعها يأخذها عم محمود
ولا أستفيد أنا منها فبعد كل ذلك هل تريدونى أن أعمل من جديد لا بل سأظل
هكذا فقالت لها الأشجار ولكنك لا تنظرين إلى نفسك فقد امتنعت عن الماء
والطعام من الأرض وقد ذبلتى وجفت أوراقك وسقطت وأصبح شكلك سىء
فقالت الشجرة نعم وسوف أظل هكذا ولن أتغير فأنا لا أستفيد من العمل
فظهر عم محمود للأشجار وقال يا أشجارى العزيزات لا داعى للحديث فقد
قررت اليوم أن أتخلص من هذه الشجرة الحمقاء وبدلا ً من أنها تشوه منظر
حديقتى فسأقطعها وأستفيد من أخشابها فلا داعى لوجودها لأنها الآن لا تفيد
حديقتى بل تضرها وتؤذيها وغدا ً سآتى بأدواتى كى أتخلص منها نهائيا ً
وخرج عم محمود من حديقته
وفى هذا الوقت إرتعدت الشجرة وظهر الخوف عليها وقالت سوف يقتلنى
عم محمود غدا ً فهو لا يريدنى معه هنا فى الحديقة ماذا أفعل ماذا أفعل
فقالت لها الأشجار إن الحل الوحيد الان أن تأكلى جيدا ً وتمتصى الماء من
الأرض وعندما يأتى غدا ً سيجدك وقد تغيرت ملامحك ودبت فيك الحياة
عسى أن يتركك وشأنك ولا يؤذيك
وفى الصباح الباكر عاد عم محمود ليقطع الشجرة ولكنه فوجىء بها وقد
تغيرت تماما ً عن الأمس وأصبحت حالتها تتحسن فقال لها عم محمود
سأترك لكى فرصة كى تستعيدى صحتك من جديد وإلا سأقطعك فى الحال
وبعد فترة ذهب عم محمود إلى الحديقة فوجد الشجرة قد تغير حالها
وأصبحت من أفضل الأشجار فى الحديقة وتفتحت أزهارها ونضجت ثمارها
فضحك عم محمود وخرج سعيدا ً من الحديقة
وعندئذ ٍ قالت الشجرة من اليوم سأعمل بكل جد وستكون أزهارى وثمارى
من أجمل الأزهار والثمار حتى لا يقطعنى عم محمود فقد أدركت أن الله عز
وجل خلقنا لخدمة الإنسان وكما يتعهدنا هو بالرعاية يجب علينا أن نرد له
المعروف ولا نبخل عليه بأزهارنا وثمارن